*** الكلمة هى تُصْعِدُونَ {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى
أَحَدٍ} [آل عمران: 153]
قَالَ الْفَرَّاءُ: الإِصْعادُ فِي ابْتِدَاءِ
الأَسفار وَالْمَخَارِجِ.
تَقُولُ:
أَصْعَدْنا مِنْ مَكَّةَ، وأَصْعَدْنا مِنَ الْكُوفَةِ إِلى خُراسان وأَشباه ذَلِكَ.
فإِذا
صَعِدْتَ فِي السُّلَّمِ وَفِي الدَّرَجَةِ وأَشباهه قُلْتَ: صَعِدْتُ، وَلَمْ تَقُلْ
أَصْعَدْتُ .
ومعنى إِذْ تُصْعِدُونَ = تذهبون في الأرض لتبعدوا
عن محل الوقعة خوفاً من القتل - أي تبعدون في الفرار - تجدون في الهرب
{ولا تلوون} أي تعطفون {على أحد} أي من قريب
ولا بعيد - لا يلوي أحد منكم
على أحد ، ولا ينظر إليه، بل ليس لكم هم إلا الفرار والنجاء عن القتال .
بقول الشيخ محمد أبو زهرة
: هذا بيان لبعض ما جرى للمسلمين في أحد، بعد أن نزل الرماة إلى ميدان الغنيمة في غير
الوقت المحدود، وهو يصور جيش الحق، وقد اضطرب بسبب ذلك الغلط الذي كان يبدو صغيرا لمن
وقعوا فيه، وله نتائج خطيرة، والصورة البيانية التي تستمد من النص الكريم ترينا كيف
كان المقاتلون يسيرون على غير مقصد يقصدون إليه، لا إلى النجاة بأنفسهم يسعون، وقد
أحيط بهم، ولا إلى العدو يقصدون، وقد أظهر أنه استعلى عليهم مؤقتا وظنوا هم في أنفسهم
الظنون، ولا فوضى في جند أكثر من أن يسير على غير مقصد، وجيش الإسلام وهو في هذه الحيرة
وهذا التيه كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخره يدعو جنده قائلا فيما روي عنه:
" إليَّ عبَادَ الله إليَّ عبَادَ الله، أنا رسولُ الله، من يكرُّ فله الجنة
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق