*** الكلمة هى " نَقِيرًا " {أَمْ لَهُمْ
نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا } [النساء: 53]
النقير = النقطة التي في ظهر النواة .
ويقال:
هو الذي في جوفه وهي الثقبة التي تنبت منها النخلة – تعبيرا عن غاية
في القلة؛ فهو كناية عن العدم .
قال الشاعر : لقد رَزَحَتْ كلابُ بني زُبيدٍ
... فما يُعطونَ سائِلَهم نَقِيرا
ذلك إن اليهود ذوو أثرة وشحّ يشق عليهم أن ينتفع
منهم غير اليهودي، فإذا صار لهم ملك حرصوا على منع الناس أدنى النفع وأحقره، ومن كانت
هذه حاله حرص أشد الحرص على ألا يظهر نبى من العرب يكون لأصحابه ملك يخضع لهم فيه بنو
إسرائيل، ولا تزال هذه حالهم إلى اليوم .
لأن العادل يكون حكمه لمصلحة المحكومين، لا لمصلحته.
وهؤلاء لَا ينظرون إلا إلى منافعهم الذاتية. ولأن العادل يحس بأنه من الناس له ما لهم
وعليه ما عليهم، وهؤلاء يظنون أنهم صنف في الخليقة ممتاز، وأنهم أبناء الله وأحباؤه،
والناس جميعاً دونهم. ولأنهم يبغضون الناس جميعا؛ لأنهم يظنون أنهم سلبوهم حقوقهم،
بما لهم من امتياز بمقتضى التكوين. فهم بهذه الأهواء الواهمة عادوا الناس وأبغضوهم،
ويحسبون أنفسهم في حرب مستمرة من البشر! أنقذ الله أهل الإسلام من شرهم، وأرْدَاهم
هم ومن يعاونونهم على الغَي والظلم والفساد، وَاللهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق