*** الكلمة هى " أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ " { وَمَنْ أَحْسَنُ
دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا } [النساء: 125]
أسلم وجهه أي كليته ، لأن الوجه أشرف ما ظهر
من الإنسان ، فمن أسلمه لله أسلم كله لله .
وقالوا : ولما كان المراد الإخلاص الذي هو أشرف
الأشياء ، عبر عنه بالوجه الذي هو أشرف الأعضاء .
فهُوَ التَّوَجُّهُ إِلَي اللهِ وَحْدَهُ وَتَخْصِيصُهُ
بِالْعِبَادَةِ دُونَ سِوَاهُ .
ويقول صاحب زهرة التفاسير: (أَسْلَمَ وَجْهَهُ
لِلَّهِ) أخلص نفسه ، وجعلها كلها لله تعالى ، لَا يحب إلا له ، ولا يبغض إلا له ،
ولا يطلب جاه غيره .
والتعبير (أَسْلَمَ وَجْهَهُ) معناه أسلم ذاته،
فالوجه يعبر عنه بالذات؛ لأن به المواجهة، ولأنه أوضح أجزاء الجسم.
ثم
يضيف الشيخ أبو زهرة : ولأن هذا الدين الخالص لوجهه تعالى لَا يستقيم بمجرد النية،
بل لَا بد أن يقترن مع ذلك بإحسان العمل وإتقانه ، ولذلك قال تعالى : (وَهُوَ محْسِن)
.
فالدين
الحق الخالص يقتضي أمرين لَا محالة : أحدهما إخلاص القلب والنية لله تعالى ، بحيث لَا
يكون عامرا إلا بذكر الله تعالى .
والثاني:
إتقان العمل الصالح وإجادته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق